صندوق دعم البحث العلمي والابتكار في وزارة التعليم العالي يعقد ورشة بعنوان: "البحث العلمي ونقل التكنولوجيا: قصص نجاح عابرة للحدود"...صور

خبر وصورة: صندوق دعم البحث العلمي والابتكار في وزارة التعليم العالي يعقد ورشة بعنوان: "البحث العلمي ونقل التكنولوجيا: قصص نجاح عابرة للحدود"...صور

تاريخ النشر: 
2023.10.08 - 10:30 pm

تحت رعاية أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور مأمون الدبعي، وبتنظيم من صندوق دعم البحث العلمي والابتكار/ قسم الابتكار والريادة، وبالشراكة مع شركة منصة دمج الأكاديميا بالصناعة Jordan Academia-Industry Platform (JAIP) ، تم عقد ورشة تدريبية بعنوان "البحث العلمي ونقل التكنولوجيا : قصص نجاح عابرة للحدود" في مسرح الوزارة، وذلك بمشاركة وحضور عدد كبير من أساتذة الجامعات الأردنية، إضافةً إلى ممثلين عن عمادات البحث العلمي ومراكز الابتكار والتميز ومكاتب نقل التكنولوجيا في الجامعات، والمؤسسات الوطنية المعنية مثل المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ومركز الابتكار والتطوير في مديرية الأمن العام، ومركز البحوث الزراعية ، وعدد من الشركات المهتمة بالتكنولوجيا ونقلها.
وقد هدفت الورشة إلى التعريف بأهمية الربط ما بين الأكاديميا والصناعة وضرورة بناء جسور الثقة بينهما لتوظيف البحث العلمي ومخرجاته في القطاعات المختلفة ولا سيما مجتمع الصناعة، بما يؤدي لتحقيق الفائدة والمكاسب لكلا الطرفين وينعكس على تحقيق التنمية.
وفي بداية الورشة رحب مدير صندوق دعم البحث العلمي والابتكار في الوزارة الدكتور وسيم الهلسة بالحضور، وأشار في الكلمة التي ألقاها نيابة عن أمين عام الوزارة الدكتور مأمون الدبعي إلى أن البحث العلمي كان وما زال من أهم الأولويات الوطنية لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم، لكونه عنصراً رئيساً في المسيرة التنموية، وقوة دافعة نحو الإصلاح والتحديث لمواكبة متطلبات المرحلة وتخريج أجيال على سوية عالية من العلم والمعرفة، تمتلك المهارات والقدرات اللازمة للتعامل مع مختلف التطورات التكنولوجية المتسارعة بكفاءة واقتدار، كما أشار إلى أهمية عقد مثل هذه الورشة لما لقطاع التعليم العالي من دور أساسي في تحويل مخرجات البحوث والاستفادة منها بصورة ملموسة لتسهم في تحقيق مردود على المستوى الوطني وعلى كافة القطاعات. وقد انعكس الاهتمام الحكومي في الآونة الآخيرة لتحسن في مرتبة الأردن ضمن مؤشر الابتكار العالمي في العام (2022) حيث احتل الأردن المرتبة (78) مقارنة بالمرتبة (81) في العام (2021).
وقد أكد الدكتور هلسه بأن الاهتمام بالبحث العلمي والابتكار قد يكون فرصة لخلق مصادر تمويل بديلة للجامعات، وأهمية دور الجامعات الأردنية في ترسيخ ثقافة البحث العلمي ومأسسته وتوفير الدعم اللازم لتحسين مستويات ومخرجات البحث العلمي خاصة التطبيقي منه، وذلك من خلال تطوير نظام تعليم عالي قوي يؤسس ويدفع باتجاه تحويل مخرجات البحوث والاستفادة منها وإنشاء قنوات أكثر فعالية للتواصل مع المجتمع الأكاديمي والبحثي، وذلك لتوظيف المعرفة العلمية في عمليات التصنيع ورفع كفائتها، ومن هنا تأتي أهمية الشراكات العالمية والدولية من خلال برامج تبادل علمي مشتركة مع مؤسسات وجامعات عالمية مرموقة بما يؤدي للاستفادة من خبراتها ونقلها إلى جامعاتنا ومؤسساتنا الوطنية وتعزيز بناء القدرات للأكاديميين والباحثين لدينا.
وقد شكر الدكتور هلسه باسم أمين عام الوزارة المحاضرين المشاركين في الورشة لمبادرتهم ومشاركتهم بنقل خبراتهم المميزة والتي تتقاطع مع المجتمعات الصناعية في الأردن والولايات المتحدة وأوروبا، للاستفادة منها وتطوير آليات واستراتيجيات تعاون فعال بين المجتمع الأكاديمي البحثي والقطاع الصناعي.
بدوره أوضح الدكتور خالد خرييسات مدير منصة دمج الأكاديميا بالصناعة بأن الشركة تشكل النموذج الوحيد في الشرق الأوسط لربط الأكاديميا بالصناعة، وأشار لأهمية هذا الربط الذي برزت أهميته بعد جائحة كورونا، وهو ما أكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني بضرورة السعي والاهتمام بالبحث العلمي التطبيقي، لما في ذلك من أهمية في تعزيز الأمان ويحقق الاستمرارية والاستدامة للدول عند مواجهة الازمات والتحديات.
ولفت الدكتور خريسات إلى ضرورة الاهتمام بحماية الملكية الفكرية بأشكالها المختلفة وعدم اقتصارها على براءات الاختراع التي يجب تقييمها وتقييم المسجلة منها وجدوى استغلالها، وأشار الدكتور خريسات للاستراتيجيات التي يجب اتباعها لتحقيق الفائدة الأكبر للمحافظة على الموقع والتنافس في السوق Positioning and competitiveness in market في ضوء التطور المتسارع للابتكارات المختلفة.
كما استعرضت الدكتورة عبير الغنانيم من جامعة سوليفان الولايات المتحدة الأمريكية والمختصة الصيدلانية تجربتها في تطوير منتجات دوائية خلال عملها في الجامعات الأمريكية والتي نتج عنها حماية واستثمار للملكية الفكرية الناشئة عن إيجاد الحلول وتطوير منتجات دوائية لشركات دوائية كبرى عادت بالملايين على الجامعة. وأشارت الباحثة لأمثلة على تلك الشركات لشركات دوائية استطاعت تحقيق أرباح بمئات المليارات ، وأكدت الدكتورة الغنانيم بأننا في الأردن لدينا العقول، والتي استطاعت تبوأ وقيادة البحث والتطوير في أرقى المؤسسات البحثية الأمريكية، إلا أنها أوضحت بأن المشكلة برأيها في العالم العربي تكمن في مؤسسية الربط بين (الجامعة- الباحث- الصناعة/ السوق)، وبالتالي لا بد من وجود نظام مؤسسي يدعم هذا الربط والتشبيك الفعال بين العناصر الثلاث.
وهنا أشادت الأستاذة الدكتورة الغنانيم بمبادرة الوزارة لعقد هذه الورشة المحورية، ودعت أن يكون للوزارة دوراً أساسيا في قيادة التعاون ومأسسته ما بين الأكاديميا والصناعة.
ونوهت الأستاذة الغنانيم لضروة الالتفات للتشريعات المتعلقة باستغلال واستثمار الملكية الفكرية بما يحقق الربحية لكافة الأطراف خاصة للقطاع الصناعي الذي يتحمل كلف الاستثمار والتطوير البحثي، وذلك لاستقطاب هذا القطاع وتشجيعه للاستفادة من قدرات الباحثين والمخترعين والمبتكرين وبما يحقق الربحية والعدالة لكافة الأطراف.
أما الدكتور إسلام الشديفات الباحث الأردني في مجال الذكاء الاصطناعي ومدير شركة Jo-Vision ، فقد استعرض عدداً من المشاريع التي حصل بموجبها على براءات اختراع دولية وآلية تواصله مع الشركات الكبرى لإيجاد حلول من خلال اختراعاته والبحوث التي طورها، وهنا أكد الباحث على ضرورة أن نكون مستعدين للثورة التكنولوجية القادمة، لذا فإن الاستثمار الأمثل لا بد أن يوجه نحو الشباب وضرورة رعايتهم وتوجيههم، حيث أشار الباحث لعدد من المهندسين الشباب الذين عملوا معه كمهندسين ومطورين وهم الآن جزء من الرياديين في شركات عالمية مثل جوجل وجواكر.
المهندسة ريم راس مديرة صندوق دعم البحث والتطوير في الصناعة في المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا أشارت لدور الصندوق الذي يعمل على التواصل مع الصناعيين للعمل على إيجاد حلول بحثية للمشكلات التي تواجههم. وأشارت للشراكات مع الاتحاد الأوروبي وغيره التي تم العمل من خلالها على ربط الصناعيين بباحثين، وأدت مخرجات البحوث لزيادة الصادرات وتحسين نوعية المنتجات ونقل التكنولوجيا.
كما تم خلال الورشة استعراض تجربة أحد المشاريع المدعومة للباحث الدكتور عثمان المشاقبة من الجمعية العلمية الملكية الذي عمل على تطوير وحدة معالجة طبيعية للمياه العادمة في الأردن، وفي ختام الورشة جرى حوار مفتوح أجاب فيه المحاضرون على أسئلة الباحثين والحضور.