الإنزال الجوي للمساعدات لأهل غزة ... بقلم: أ.د. أحمد منصور الخصاونة رئيس جامعة إربد الأهلية

مقالات ودراسات: الإنزال الجوي للمساعدات لأهل غزة ... بقلم: أ.د. أحمد منصور الخصاونة رئيس جامعة إربد الأهلية

تاريخ النشر: 
2023.11.20 - 1:30 pm

بتوجيهات من حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، فقد قدمت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية من خلال سلاح الجو الملكي الأردني، جهودًا كبيرة ومميزة لإخواننا في قطاع غزة من خلال طواقم سلاح الجو الملكي خلال الإنزال الجوي للمساعدات الطبية إلى موقع المستشفى الميداني الأردني في غزة، لتمكينه من مواصلة تقديم خدماته للأشقاء الفلسطينيين هناك.
وإننا نُعرب عن اعتزازنا بالوقفة البطولية لجلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، وبجهود نسور ومرتبات سلاح الجو وجاهزيتهم في تنفيذ مهامهم، فهم على قدرٍ كافٍ في تحمل المهام والواجبات العملياتية والتدريبية واللوجستية والخطط المستقبلية للتطوير والتحديث في مختلف المجالات المواكبة للتكنولوجيا في مجال الطيران العسكري.
إن الأردن وبقيادة جلالة الملك، يبذل، ومنذ اليوم الأول للحرب جهودًا كبيرة لوقف الحرب، التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء والأطفال والنساء، وإن الأردن بقيادته الحكيمة تمكن من توظيف مكانته العالمية لإيصال رسائل واضحة للعالم بأن ما تقوم به إسرائيل من قتل للمدنيين وهدم للمرافق الحيوية من مستشفيات ومدارس ومنازل وبنى تحتية ودور عبادة مخالف لجميع الشرائع السماوية والقيم الإنسانية والأعراف، ما يتطلب تدخلاً فوري لوقف الحرب، وأن موقف الشعب الأردني الداعم لمواقف جلالة الملك ولصمود الأشقاء في فلسطين هو مصدر اعتزاز وفخر، وأن الأردن قيادة وشعبا، كان وسيبقى السند القوي والأقرب والداعم للأشقاء الفلسطينيين ولقضيتهم العادلة.
ونثمن جهود جلالة الملك الإقليمية والدولية من أجل وقف الحرب على غزة وإيصال المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية للأهل في القطاع وحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، إزاء ما يجري في غزة.
ونحن نثمن وحدة الصف والنسيج المشترك والوئام الكامل بين أبناء هذه الوطن الواحد من مسلمين ومسيحيين تعزيزًا وسموًا بقيمة التفاهم المتبادل والحوار البناء والوئام والذي يشكل جزءً من هويتنا الثقافية ومبادئنا الفكرية والوطنية، وإننا نعيش بأخوّة إنسانيّة وديناً يستوعب النشاط الإنساني كله، ويصدع بالحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويكرّم الإنسان، ويقبل الآخر وهو ما نعيشه واقعًا معاشًا من أخوة في المواطنة وحسن جوار ونسيج مشترك وهم وطني واحد، وسيبقى الأردن بإذن الله البلد النصير لأهلنا في فلسطين، والوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، فحراس وأئمة وخطباء وقضاة ومؤذنو المسجد تابعون لحكومة المملكة الأردنية الهاشمية، وما يبث من مواقف الأردن الثابتة دعما لصمود ورباط أهلنا في غزة اليوم لهو ترسيخ لحق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته والدفاع عن الدين والعرض، والأردن سيبقى، بقيادته الهاشمية ولحمته الوطنية وتماسك جبهته الداخلية ويقظة نشامى جيشه العربي وأجهزته الأمنية، قويًا يؤدي رسالته النهضوية، ثابت على مواقفه الأصيلة يدافع بكل شجاعة عن قضايا أمته العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ونحن جميعًا خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ودعم مساعيه الدولية والإقليمية المتواصلة لوقف الحرب على قطاع غزة.
وإن صمود أهلنا في فلسطين اليوم دفاعًا عن دينهم وأرضهم ومقدساتهم هو تحقيق لبشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم طائفة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم إلى قيام الساعة، وعلى الرغم من هدم بيوت ومساجد وكنائس ومستشفيات أهل غزة والقدس، وفلسطين كافة، وقتل للصغار والنساء والشيوخ في جرائم إبادة جماعية فلا يزدادون إلا قوة وثباتًا.
وإنّ الألم بات أكبر من القدرة على الاحتمال، ولكنّنا نفخر بصمود أهلنا في غزّة الأبطال، وبجمالية الدّرس الذي تعلمناه من أهلها في استعادة كرامة الأمّة وتأكيدهم على حقّ الشعوب في العيش بحياة كريمة.
وإننا في الجامعة وفي الجامعات نشعر بأننا مطلبين أكثر من غيرنا بتعليم الأجيال ليكونوا قادرين على الابتكار والريادة والإبداع وصنع التنمية والتطوير المنشود للمستقبل.
ونحن نؤكد على أهمية تمتين وتماسك الجبهة الداخلية، فالأردن هو البلد الأقدر والأكفاء في تحمل وحل القضايا الإسلامية والعربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ونكرر هنا اعتزازنا بجهود القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي، وسلاح الجو الملكي، والأجهزة الأمنية كافة، والتي تعتبر سياج الوطن وخط الدفاع الأول عنه، وإننا اليوم مع صوت جلالة الملك الذي يقول دائمًا بلسان حالنا لا للتهجير لا للقصف، ونحن نلتف حول صاحب العرش، وحول جيشه وجنده، وحَمى الله وطننا الأردن ثابتًا مُستقرًا آمِناً تحت رايةِ آل هاشم، وحَمى الله رَمز أرننا جلالة الملك المُفدى.