نُثَمِّن الموقف الأردني حيال غزة ...بقلم : أ.د.أحمد منصور الخصاونة / رئيس جامعة إربد الأهلية

مقالات ودراسات: نُثَمِّن الموقف الأردني حيال غزة ...بقلم : أ.د.أحمد منصور الخصاونة / رئيس جامعة إربد الأهلية

تاريخ النشر: 
2023.10.31 - 11:45 pm

إن الموقف الإنساني والوطني الجريء الذي أتخذه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، عملياً على الأرض منذ الساعة الأولى للعدوان على غزة نثمنه جميعً ونعتز بما جاء في خطاب جلالته والذي القاه في قمة القاهرة، والذي يُعبر عن الموقف الواضح والصريح لجلالته وللشعب الأردني المناصر لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وعلى ضرورة الوقف الفوري للمجزرة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
وإن جلالة الملك هو صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، يقف وقفة ملك عظيم ليكون هو راية الدفاع عن أشقائنا في فلسطين، والهاشميون منذ بدء القضية الفلسطينية كلفوا أنفسهم ليكونوا أصحاب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ونجد جلالته في كل فرصة يبذل كل ما في وسعه للدفاع عن الشعب الفلسطيني وعن القضية الفلسطينية وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة، وبأننا نسير خلف خطى قائدنا حفظه الله ورعاه، فكرامة فلسطين وعزتها من كرامة الأردن، وسنقف دومًا دفاعًا عن الحقوق المشروعة لأهلنا في فلسطين وغزة ضد العدوان الصهيوني الظالم على أرض فلسطين وأهلها ومقدساتها، فنحن شعب واحد لا يفرقنا جبلٌ ولا وادٍ ولا حتى جدران الصهاينة المغروزة في أرض فلسطين، وخطاب جلالة الملك الأخير أمام الأمم المتحدة وضع العالم أمام مسؤولياته تجاه الحقوق الفلسطينية في إقامة دولتهم وعلى ترابهم الوطني، وإننا في الأردن نفخر بما يسعى إليه جلالته ونقف وقفة تعظيم واحترام ودعم لجهوده المبذولة، ونَفخر به وصيًا على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، ونثق بأنه خير من أؤتمن على وصايتها والدفاع عنها.
وإن موقف جلالته واضح لما يحصل من استهداف للمدنيين في غزة والضفة الغربية هو جريمة حرب مروعة وانتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني، والدم الفلسطيني لا يقل أهمية عن الدم الإسرائيلي، ونحن مع الموقف الثابت للأردن في رفض التهجير القسري للفلسطينيين واعتباره من جرائم الحرب بنظام القانون الدولي.
ونحن معًا مع جلالة الملك لنصره غزة، فجلالته هو الذي رفع ذلك الشعار فلسطين بوصلتنا والقدس تاجها، والأردن خط مواقفه في سجلات الشرف منذ الساعة الأولى لعدوان المحتل الغاشم على غزة وفلسطين.
ونحن نشيد بمواقف وعمل مؤسسات الدولة كافة غير المنقطع لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وفتح ممرات آمنة وإدخال المساعدات الإنسانيةِ الفورية للقطاع.
ونحن نثمن وحدة الصف والنسيج المشترك والوئام الكامل بين أبناء هذه الوطن الواحد من مسلمين ومسيحيين تعزيزًا وسموًا بقيمة التفاهم المتبادل والحوار البناء والوئام والذي يشكل جزءً من هويتنا الثقافية ومبادئنا الفكرية والوطنية، وإننا نعيش بأخوّة إنسانيّة وديناً يستوعب النشاط الإنساني كله، ويصدع بالحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويكرّم الإنسان، ويقبل الآخر وهو ما نعيشه واقعًا معاشًا من أخوة في المواطنة وحسن جوار ونسيج مشترك وهم وطني واحد، وسيبقى الأردن بإذن الله البلد النصير لأهلنا في فلسطين، والوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، فحراس وأئمة وخطباء وقضاة ومؤذنو المسجد تابعون لحكومة المملكة الأردنية الهاشمية، وما يبث من مواقف الأردن الثابتة دعما لصمود ورباط أهلنا في غزة اليوم لهو ترسيخ لحق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته والدفاع عن الدين والعرض.
وإن صمود أهلنا في فلسطين اليوم دفاعًا عن دينهم وأرضهم ومقدساتهم هو تحقيق لبشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم طائفة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم إلى قيام الساعة، وعلى الرغم من هدم بيوت ومساجد وكنائس ومستشفيات أهل غزة والقدس، وفلسطين كافة، وقتل للصغار والنساء والشيوخ في جرائم إبادة جماعية فلا يزدادون إلا قوة وثباتًا.
إنّ الألم بات أكبر من القدرة على الاحتمال، ولكنّنا نفخر بصمود أهلنا في غزّة الأبطال، وبجمالية الدّرس الذي تعلمناه من أهلها في استعادة كرامة الأمّة وتأكيدهم على حقّ الشعوب في العيش بحياة كريمة.
وإننا في الجامعة وفي الجامعات نشعر بأننا مطلبين أكثر من غيرنا بتعليم الأجيال ليكونوا قادرين على الابتكار والريادة والإبداع وصنع التنمية والتطوير المنشود للمستقبل.
وإننا اليوم مع صوت جلالة الملك الذي يقول دائمًا بلسان حالنا لا للتهجير لا للقصف، ونحن نلتف حول صاحب العرش، وحول جيشه وجنده، وحَمى الله وطننا الأردن ثابتًا مُستقرًا آمِناً تحت رايةِ آل هاشم، وحَمى الله رَمز أرننا جلالة الملك المُفدى.