مواجهة خطر التدخين أولوية ويجب علينا حماية الطلبة من هذه الآفة ..بقلم:أ.د.أحمد منصور الخصاونة - رئيس جامعة إربد الأهلية

مقالات ودراسات: مواجهة خطر التدخين أولوية ويجب علينا حماية الطلبة من هذه الآفة ..بقلم:أ.د.أحمد منصور الخصاونة - رئيس جامعة إربد الأهلية

تاريخ النشر: 
2023.09.02 - 2:15 pm

استمع شعبنا الأردني إلى ما دعا إليه حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني الحكومة إلى إعداد استراتيجية متكاملة لمكافحة التدخين حماية للمجتمع، خاصة الطلبة في المدارس، والذي أكد فيه على أن مواجهة خطر التدخين أولوية؛، وأشار إلى أهمية تطبيق قانون الصحة العامة في محاربة التدخين بخاصة بين الشباب، ودعا إلى تشديد الرقابة في الأماكن العامة لمكافحة التدخين، مؤكدًا بأن صحة أبنائنا يجب أن تكون فوق كل اعتبار، ولفت إلى ضرورة تعزيز رسائل التوعية من مخاطر التدخين.

وثمّنت ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن، توجيهات جلالة الملك الأخيرة، مؤكدة على أهمية التعاون بين مكتب منظمة الصحة العالمية في الأردن ووزارة الصحة والمجتمعات المحلية للحد بشكل فعّال من انتشار التبغ وحماية صحّة الأردنيين وخاصة الشباب والأطفال منهم، وبينت بأن مكتب منظمة الصحة العالمية في الأردن يقف داعماً لجهود جلالة الملك في قيادته الحكيمة والتزامه بصحّة وعافية الشعب الأردني.

واليوم فإن جامعة إربد الأهلية بكافة كوادرها التدريسية والإدارية نقف بفخر متضامنين مع دعوة جلالة الملك لاتخاذ خطوات حقيقية لتكثيف الجهود في التصدي لمخاطر التدخين، إذ يعتبر التدخين مهلكة الإنسان وهو آفة العصر وسببٌ من أسباب هلاك الإنسان وتدمير صحته، وهو سببٌ رئيسي للإصابة بالكثير من الأمراض الخطيرة، ومن أبرزها وأكثرها خطورةً السرطانات بأنواعها، خاصةً سرطان الرئة الذي ينتشر بين المدخنين بنسبة كبيرة جدًا، ولهذا فإنّ التدخين يُعدّ من مسببات الموت البطيء للإنسان.

والتدخين هو عدو الصحة وهو عادة سيئة جدًا يجب التخلص منها، وتكثيف الحديث عن مساوئها في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وأن يتم التركيز على جميع مخاطر هذه العادة من جميع النواحي، وعدم تناسي دور الإعلام الفاعل في تسليط الضوء على الكوارث التي يُسببها التدخين في تراجع اقتصاد العالم.

يُصبح خطر التدخين أكثر إذا كان الشخص يُعاني من الأمراض المزمنة، حيث يزداد الأمر سوءًا، فالمرأة أيضًا يُؤثر عليها الدخان بدرجة كبيرة، خاصةً المرأة الحامل التي تُسبب الضرر لجنينها، وربما يُؤدي إلى الإجهاض أو ولادة طفل غير مكتمل النمو، أو قبل الأوان بعدّة أشهر.

والتدخين من أسوأ العادات التي يجب أن تنقرض، وأن يُحاول الطلبة والشباب الابتعاد عنها وعدم تجربتها ولا بأيّ شكل؛ بسبب آثارها السلبية على الفرد والمجتمع، أما الشخص الذي أصبح مدمنًا، فيجب عليه أن يَعقد العزم على تركه وعدم العودة له أبدًا، وأن يتركه بدافع نيل رضا الله تعالى أولًا، فهذا أمر منهي؛ لأنّه يضر بالصحة، قال تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.

والتدخين موت بطيء، ويُحذر الأطباء من التدخين لاحتوائه على الكثير من المواد السامة كالقطران والفحم الأسود وأوّل أكسيد الكربون وغيرها، ولا ينحصر خطر التدخين على المدخن فقط، بل يمتدّ إلى الأشخاص المجاورين له الذين يعدون مدخنين سلبيين؛ لأنّهم يستنشقون الدخان، مما يُؤثر على صحتهم كثيرًا. بغض النظر عن أضرار التدخين الصحية والنفسية، وكيف أنه يجعل الشخص أسيرًا للسيجارة والنيكوتين، فهو يُشكل أيضًا عبئًا ماديًا على الشخص المدخن الذي يَجد نفسه مضطرًا لشراء السجائر باستمرار، وهذا بدوره يجعله يصرف نقوده في شيءٍ لا فائدة منه، ويُسبب أذى لعائلته؛ لأنّه يجري خلف متعته في ممارسة التدخين مقابل أن ينقص مصروف أبنائه وعائلته. لذلك يكون علاج هذه الآفة الخطيرة بالإرادة أولًا، ولا ضير في استشارة الطبيب، وعلى المقربين دعم الشخص المدخن نفسيًا للإقلاع عنه، وتشجيعه على إشغال نفسه بما هو مفيد، مثل: ممارسة التمارين الرياضية، وعليه يجب على كل شخص تقديم النصيحة لكل مدخن من خلال الحديث معه عن سلبياته في المستقبل وخطورته على الصحة والحياة.

والحياة أجمل بدون تدخين وبتمام الصحة والعافية، ولا أحد يرغب بأن تكون حياته في المستشفيات وبين الأطباء، بل يرغب بأن يستمر بقوته، ويستمتع بحاضره ومستقبله بين عائلته، ولا يكون السبب في إحزانهم وتدمير سعادته وسعادتهم.

وسمهنا عن عزم جامعة يابانية التوقف عن توظيف أساتذة مدخنين إلا اذا اقلعوا عن التدخين بالإضافة إلى اعتماد سياسة حازمة ضد هذه الافة داخل الحرم الجامعي لهذه الجامعة، وهذا أيضًا ما حفزني للكتابة عن التدخين في الجامعات، والجامعات في العالم هي المكان الطبيعي للمبادرات ذات الأثر الإيجابي على المجتمع فضلاً عن الأدوار الرئيسية للجامعات: كالتعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، ويجب على الجامعات من هذه الرؤية أن تتحمل مسؤولياتها الاجتماعية في التقليل من الممارسات المجتمعية الخاطئة ومنها الإقلاع عن التدخين، إذ أنها تملك أدوات كثيرة من شأنها التقليل من مضار التدخين ويمكن لهذه الأدوات أن توضع في إطار خطة عمل تفضي إلى الإقلاع عن التدخين، ووصولاً إلى جامعات خالية من التدخين.

ما بادر إليه حضرة صاحب الجلالة، وما دعت إليه الجامعة اليابانية، يدعو إلى الاعجاب، وجامعاتنا كما الجامعات العالمية مدعوة اليوم إلى تبني سياسات تَحد من ظاهرة التدخين المؤرقة للمجتمع وخاصة فئة الشباب، والتي تزيد من نسب الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان والأمراض الأخرى.