حلقة نقاشية حول مساهمة الأسرة في حماية البيئة والمحافظة عليها

ثقافة وفن: حلقة نقاشية حول مساهمة الأسرة في حماية البيئة والمحافظة عليها

من : د. عدنان الطوباسي ... والعالم يشهد تطوراً في الأجواء البيئية المختلفة، كان وما زال وسيبقى دور مؤثر للأسرة في حماية البيئة من أي تلوث، وهو ما كان موضوع الحلقة النقاشية التي عملت عليها الجمعية الثقافية للشباب والطفولة، بالتعاون مع الرابطة الوطنية للثقافة والاعلام البيئي، حيث بين المهندس الدكتور سامي عمارنة إلى ان الدور الرئيس للأسرة في حماية البيئة هو دور تربوي تثقيفي من خلال قيام الوالدين بدور القدوة في السلوك الصديق والمأمون تجاه البيئة ويحتل الأولوية في ذلك التزام الاسرة بالتصريف السليم والمأمون للمخلفات المنزلية بتقليلها إلى أقل قدر ممكن واعادة استعمال ما يمكن استعمالها مكرراً وتدوير ذلك الجزء البيولوجي القابل للتحلل من خلال طمره وانتاج السماد الطبيعي (الكومبوست) بطرق بسيطة وسهلة في حديقة البيت. وبالمقابل فان استخدام الاسرة للطاقة الشمسية واستخدام الغاز للتدفئة بدلاً من الديزل والكاز وزراعة حديقة البيت واسطح البيوت في احواض خاصة بغطاء نباتي أخضر ودائم وترشيد استهلاك المياه تشكل إجراءات فعالة في الحفاظ على البيئة.
وأشارت الدكتورة رشا الكسواني إلى أن الأسرة تعد اللبنة الأولى المجتمع والتي تستمد أعرافها ومواقفها من المجتمع ذاته ، لأن البيئة التي نعيش فيها في غاية الأهمية فإن التنشئة الأسرية لها دور كبير في ذلك ، من خلال التربية وأعرافها ومبادئها وامتثال الأخلاق الحميدة ، فالفرد مرآة لأسرته وهي قدوته وجميع المبادرات التي يشارك بها طلابنا في المدارس هي انطلاق من مبادرات أسرية هادفة ومن أسر داعمة أدركت أن البيئة مهمة لأنها المحيط الذي نعيش فيه ، ومن هنا فإننا ندعو لترسيخ حماية البيئة بشكل واسع لتحقيق الأهداف المرجوة ، وندعو المؤسسات التعليمية لتؤدي دورا مهما في التوعية في مجال حماية البيئة .
أما رنا الحاج فقد قدمت صورة بيئية للناس وقالت: نزلت الأسرة من المركبة في المكان المحدّد بجانب المسطّح المائي؛ لتبدأ نزهتها على ذلك البساط الأخضر البديع، لعبوا بالماء، تمشّوا بين الأشجار بانشراح، لاحقوا الحيوانات رغبةً في اكتشافها، وتناولوا الطعام، ثم عادوا إلى منزلهم.
لنقف قليلًا عند بعض الرحلات العائلية في أحضان الطبيعية، والتي تهدف -بالنسبة للأسرة- إلى الترفيه والترويح عن النفس، وتغيير الجو، الاستمتاع والاستجمام في مكانٍ مريح. ماذا عن هدف البيئة في توفير ذلك المكان للعائلات بما يوافق أذواقهم! فمن حقّها علينا أن نتركها في أحسن صورة نرغب أن نراها فيه. بعد أن حققّت لنا ما جئنا من أجله، نُراعيها بكلّ ما فيها وفاءً لها على حُسن استقبالها. ويكون ذلك:
-جمع النفايات بعد الانتهاء من الرحلة، ورميها في المكان المُخصّص لذلك، وتجنُّب حرقها. وإذا كان المكان الذي توقفنا عنده مُلقً فيه نفايات من قبل مجيئنا، حبذا لو قُمنا بجمعها كذلك؛ لنترك المكان جميلًا. ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ﴾ [الأعراف: 56].
-تجنُّب قطع الأشجار أو حرقها، والابتعاد قدر الإمكان عنها عند الشواء؛ لئلا تحترق.
-يمكن وضع البقايا العُضوية في حفرة داخل الأرض ثم طمرها؛ لأنها تُعتبر سماد عضوي.
-عدم إلقاء الفضلات داخل مصدر الماء البيئي.
-إذا شاهدنا حريق مُشتعل لا نتردد بالاتصال على الجهات المُختصة في إطفائه.
-زراعة ما نستطيع من الأشجار في الأماكن التي تتطلّب ذلك.
-كوننا قدوة للأطفال هذا بحدِّ ذاته تربية عملية في أحضان البيئة.
-عدم التعرُّض للحيوانات بالأذى -لمجرَّد الشغب-.
نوصي أنفسنا وإياكم العناية بالبيئة الكونية كما نعتني في بيئة بيوتنا، فنحن جزءٌ لا يتجزأ من هذا الكون، الرحلات بين أحضانها، ترويح واستمتاع، هواءٌ نقي، خضار يملأ العيون بالمشاعر الجميلة. }صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُون{َ [88]تحتاج منا الحفاظ عليها كما هي، وإكرامها والإحسان إليها، وإذا استطعنا تجميلها وتحسينها للأفضل فلا نُقصِّر، فهي مُسخّرة لأجل راحتنا، لن يُكلِّفنا العناية بها أكثر من ضبط النفس وتهذيبها بالقيم الأخلاقية السامية.
احرص على ألا تترك الشارع الذي تمشي فيه مع أطفالك إلا وقد أزلتَ الأذى عن طريقه، محاولة إنقاذ الحيوانات من أيدي العابثين المؤذيين، تصنيف النفايات؛ لإعادة التدوير، الحفاظ على المصادر المائية بعدم إهدارها أوإلقاء القاذورات فيها، المساهمة في زيادة الوعي المجتمعي بأهمية العناية بالبيئة من حولنا...إلخ. كلُّ ذلك بحدِّ ذاته من العبادة التي أُمرنا بها في جميع الكُتب السماوية.

تاريخ النشر: 
2023.01.29 - 11:30 am