الفتى صالح: سأصبح محامي "الزرقاء" وهذه حكايتي مع التوجيهي

متميزون: الفتى صالح: سأصبح محامي "الزرقاء" وهذه حكايتي مع التوجيهي

تاريخ النشر: 
2022.08.23 - 5:45 pm

يعجز اللسان وتقف الحروف في حيرة من أمرها عن وصف الإنجاز والإعجاز الذي قام به الطالب صالح حمدان المعروف إعلامياً بـ "فتى الزرقاء" والذي اجتاز مؤخراً امتحان الثانوية العامة بمعدل بلغ 85،3 ليحطم أسطورة الظروف الصعبة وليكسر الشماعة التي يعلق عليها الكثير من العاجزين أسباب عجزهم وضعفهم ، وليسطر أروع الأمثلة في تخطي الصعاب وبلوغ القمم بشحذ الهمم وتحويل المحن إلى منح والنظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس وعدم النظر إلى المحبطات والمعرقلات إلا أنها دوافع للوصول إلى الغايات والأحلام والأهداف .
"فتى الزرقاء" وبعد ما حصل معه من اعتداء جبان وجريمة نكراء أسفرت عن فقدانه ذراعيه وإحدى عينيه ، أبى إلا أن يكمل مسيرة التعليم ودرب النجاح والكفاح ، لم يرفع المنديل ولم يبكِ على الأطلال ، بل توجه لحمل سلاح المعرفة والعلم ليتسلح بهما أملاً في تحقيق ما يصبو له بعد حادثة الإعتداء عليه ، والمساهمة في منع تكرار تلك الجرائم الدخيلة على مجتمعنا والتي يندى لها الجبين ويصعب تفسيرها وفهم عقلية مرتكبيها وتوجب التصدي لها مهما كلف الأمر .
وقال"فتى الزرقاء" : لم أضع في مخزون أهدافي يوماً أن أكمل تعليمي والسبب يعود لكوني كنت عاملاً في محل ونيتي كانت في التوسع والابحار في عالم التجارة ، لكن ما حصل معي وعلي من اعتداء فتح لي آفاق لم أكن أتوقعها حين تذوقت طعم الظلم ولم أستسغه ، حينها قررت بأنني سأكمل تعليمي الثانوي والجامعي في تخصص الحقوق للحصول على فرصة للدفاع عن المظلومين أمثالي في كل أرجاء المملكة ، وسأسعى بكل جهدي لأن أكون قاضياً في يوم من الأيام لأضمن إنصاف المظلومين ونصرتهم والدفاع والذود عن حقوقهم أمام كل أشكال الإجرام للحفاظ على مجتمعنا الأردني وضمان أن يكون خالياً من أي حالات ظلم قد تقع مستقبلاً .
واضاف : حين بدأت الدراسة الفعلية لمرحلة الثانوية العامة واجهت العديد من الصعوبات الجسدية منها والنفسية ، حيث كانت مشكلة "الكتابة" تشكل عائقاً كبيراً لدي خصوصاً وأنني كنت بحاجة لوقت طويل من الجلوس بوضعية معينة للتمكن من الكتابة ، إذ كانت تلك الوضعية على المدى البعيد تسبب لي بعض الآلام ، وتلك المشكلة ساعدتني على تخطيها والدتي أطال الله في عمرها ، ومن المستحيل أن أنسى الجهود الجبارة التي بذلتها معي أمي في هذه المرحلة ، وأكمل بلهجته العامية الجميلة: " كانت تصحى معي الصبح وتعمللي إشي أشربه وتضل قاعدة عندي لتساعدني إذا كنت بدي أكتب إشي لما أتعب من الكتابة ، تمسك القلم وتبلش تكتب الملاحظات الي أنا بدي أكتبها ومش قادر، وهالإشي مستحيل أنساه لأنو إمي هي أكثر حدا وقف معي من لما صارت معي المشكلة وربي يقدرني إني أردلها هالمعروف وأرفع راسها بالسما" .
ثم قال : "المشكلة الثانية الي واجهتني في مرحلة التوجيهي هي الحكم على والدي بالسجن لمدة عشرين سنه بالفترة الي أنا قاعد فيها بحضر حالي لامتحانات التوجيهي ، فأبوي انحكم عليه بتاريخ 16/5/2022 والامتحانات كانت بتاريخ 30/6/2022 وهالاشي سبب إلي حالة نفسية صعبة جداً ومعقدة ، وكل ما آجي أدرس يكون تركيزي وعقلي مع أبوي بالسجن ، والحلو بالموضوع إنو الي طلعني من هاي الحالة هو أبوي لأنو كان يضل يحفزني ويشجعني إنو أكمل دراستي وأجتهد وأجيب علامات عالية والحمد لله قدرت أعمل الي بدو إياه وشديت حالي وركزت ودرست وسهرت الليالي لحد ما بفضل الله تمكنت من النجاح بمعدل عالي ، وما كان في اشي صعب بالدراسة ذات نفسها لأني بحب التحدي وبحب أثبت لحالي قبل الناس إنو ما في إشي بوقفني أو بوقف بوجه طموحي وأحلامي ....مقتبس من لقاء مهند الجوابرة " اخبار البلد " مع الشاب صالح " فتى الزرقاء" .