حصاد العبث عن قرب وبعد في مستقبل بلد.. بقلم : ابراهيم عبدالمجيد القيسي

مقالات ودراسات: حصاد العبث عن قرب وبعد في مستقبل بلد.. بقلم : ابراهيم عبدالمجيد القيسي

تاريخ النشر: 
2021.07.15 - 12:00 am

كل الاشارات سلبية، وقد تقود الى حقيقة مفادها أننا أمام حصاد مرّ على صعيد الثانوية العامة، وكما لاحظنا أن اساتذة ومؤلفو كتب مناهج يستنكرون غرابة وصعوبة اسئلة الامتحان، صعوبة، لا تتوافق مع منطق، ولا تنسجم مع مقدمات وحقائق، كحقيقة أن هذه الدفعة من طلبة الثانوية لم تنل حقها بتعليم مقبول، ولن نقول سليما فكل التعليم ومنذ سنوات ليس سليما، ويعاني من تدخلات ومشاكل وتحديات وأجندات معادية، وفي نفس الوقت الذي لمسنا فيه هذه الحقائق، كانت وزارة التربية تسرب اخبارا لطمأنة الناس وأبنائهم، تفيد بأن نسبة عالية من الطلبة (الفضائيين) حصلوا على علامات كاملة في امتحان لمناهج، استهجن مؤلفوها صعوبته واستحالة ان يجيب عليه معلمون اكفياء في الوقت الممنوح للإجابة... وغيرها كثير من الحقائق.
هذه مقدمات قد يتم بسببها (التوافق) على نتائج ثانوية تقلل من أثر الصدمة على الناس، الذين تم ظلم أبنائهم والسطو على مستقبلهم في أحرج مراحل عمرهم وأهمها، حين تم إقصاؤهم عن التعليم لمدة عامين تقريبا، بسبب التخبط الذي مارسته الحكومات أثناء جائحة كورونا (المتذاكية) وقبلها حين تعطل التعليم بسبب اضراب المعلمين المعروف..
قبل انطلاق الامتحانات التي تنتهي اليوم، وردتني (كالعادة) عدة ملاحظات لا أؤكد صوابها حتى الآن، حول تشكّل شلليات في بعض المناطق، تعبث بورقة الامتحان وتقوم بشطب إجابات طلبة والتدوير من جديد بقلم الرصاص على ورقة الإجابات، وأن هذه العملية تجري قبل تسليم اوراق الإجابة لمديريات التربية او لمراكز التصحيح ولجانها وورد في الملاحظة اسماء مدارس، وأن هناك مسؤولين لديهم ابناء يقدمون الامتحان، وهم في الوقت نفسه يعملون في مديريات التربية، وهم (ضالعون) في هذه العملية من التزوير والغش حسب الملاحظة، التي لن نتلقى أية إشارات لحدوثها فعلا قبل صدور نتائج الثانوية...
ابلغت الملاحظة لمسؤول كبير في الوزارة، ووعد بالتعامل بمزيد من حذر ودقة في تلك المدارس، وأتمنى أنه فعل، حيث (المغرفة ستطول ما في القدر بعد اسابيع).. وسوف نرى نتائج الثانوية، وحتى اللحظة نحن نتغاضى عن مليون ملاحظة على الامتحان، وقبلها عن إهمال الطلبة لمدة عامين تقريبا..
ان ثبت أن هناك غشا وعدم نزاهة في ادارة الامتحان فلا تلوموا الناس او تشيطنوهم، فمستقبل ابنائهم أهم من كل العابثين والمتذاكين والمأزومين الذين يصنعون بطولات وهمية، أو الذين يتقربون لتلك المنظمات بتقديم ابنائنا قرابين على مذابحهم، لتكون النتيجة أننا نذبح مستقبل وطن، يعاني المؤامرات الخارجية والدسائس في كل يوم، وتتراجع مؤسساته بنفس وتيرة تراجع ثقة الناس فيها، كما شاهدنا في تقرير QS العالمي لترتيب الجامعات لعام 2021، حيث اختفت الجامعات الاردنية من الترتيب العربي والعالمي، حسب الجدول المتداول في الاعلام منذ ايام..