البعد النفسي للصيام في حلقة نقاشية في الدولية للشباب والتنمية

ثقافة وفن: البعد النفسي للصيام في حلقة نقاشية في الدولية للشباب والتنمية

ها نحن في النصف الثاني من شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والعبادة والإحسان..شهر التوبة والغفران..شهر الفتوحات والانتصارات..شهر تهذيب النفوس والابتعاد عن الشهوات.
حول البعد النفسي للصيام والشهر الفضيل عقدت حلقة نقاشية في الدولية للشباب والبيئة والتنمية بالتعاون مع الرابطة الوطنية للثقافة والإعلام البيئي والجمعية الثقافية للشباب والطفولة.
في البدء تحدث الدكتور عدنان محمود الطوباسي استاذ علم النفس والارشاد النفسي المشارك في جامعة فيلادلفيا ورئيس الجمعية الثقافية للشباب والطفولة قائلا: في الشهر العظيم ترتفع القيم الانسانية ويكثر العطاء ويتراحم ألناس..وتبتعد النفس الانسانية عن الشهوات وترتقي من اجل طاعة الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم..انه شهر الرحمة والتسامح والمغفرة والعتق من النار.
من جهته قال الدكتور نعيم الظاهر عضو مجلس الادارة في الجمعية الثقافية للشباب والطفولة:
الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو تهذيب للنفس وتقوية للإرادة، مما ينعكس إيجابيًا على الصحة النفسية. فهو يعزز الصبر، ويغرس الشعور بالتواضع والامتنان، مما يجعل الإنسان أكثر إدراكًا لمعاناة الآخرين. هذا الإحساس العميق يولد روح التعاون والتكافل، حيث يدفع الصائم إلى مساعدة المحتاجين والتخفيف عنهم. كما أن الصيام يوحد المشاعر بين الناس، فيتشاركون الجوع والعطش، مما يعزز التراحم بينهم. وعندما يشعر المرء بالمسؤولية تجاه مجتمعه، يصبح أكثر ميلًا للعمل الجماعي، فتسود قيم الإيثار والتضامن، مما يقوي النسيج الاجتماعي ويخلق بيئة افضل واجمل.
وتقول الباحثة رنا الحاج عضو مجلس إدارة الرابطة الوطنية للثقافة والإعلام البيئي:
البعد النفسي للصيام وأثره على التعاون بين الناس:

√من الأخلاق التي كانت موجودة عند العربي قبل الإسلام خُلُق التعاون، كان وسيلة لمُكافحة الظروف الاجتماعية والاقتصادية للأفراد. فجاء الإسلام ليُتمّم مكارم الأخلاق، قال ﷻ: ﴿وتعاونوا على البِرِّ والتَّقْوى ولا تَعاوَنوا على الإثْمِ والعُدْوان﴾ [المائدة:2]. وفي شهر رمضان المُبارك -أعاده الله علينا وعليكم باليُمن والبركات- يصير الفرد يُعاون أخاه ويدعمه نفسيًّا بالكلام الطيّب، وحثّه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وزيادة أواصر الترابط بصلة الأرحام والإحسان للجار بتبادل الأطباق الشهيّة وتوزيع الطرود الغذائية والهدايا الرمزية والمالية.
√ الصيام صحّة للبدن وصحة نفسية، نجده يضبط صحّة الفرد فقد قال الرسول ﷺ: صوموا تصحّوا [رواه العقيلي والطبراني]، ويُهذّب نفسه وخُلقه، فالصوم هو الامتناع عن كلّ المُحرَّمات -بالإضافة للحلال الأكل والشرب والجِماع-، مثل ضبط النفس عند الغضب والكلام البذيء، والاستماع للأغاني، والاستغابة ونقل الكلام، والتطفيف في الميزان...
√من صور التعاون التي قد نراها والناس صيام:
-رجل كبير في السنّ (معذور) يُفطر في نهار رمضان، فيتقدّم له شاب بزيّه العادي ويطلب منه بكلّ ذوق وأدب أن يبقى في بيته ولا يُجاهر بالإفطار أمام الناس، وأوصله إلى بيته بسيارته الخاصّة، فكان لذلك وقع طيّب على نفس الرجل.
-أحد السائقين لأنه صائم ولم يَنَم منذ البارحة يصتدم بالسيارة التي جانبه، فتعفو المتضرّرة عنه وتطلب أجرها على الله، بعد أن يتعلّم الهدوء والتأنّي أثناء قيادته والصبر، وضبط نومه ليُركّز أثناء عمله، فيدعو الله لها وينطلق إلى وجهته.
-إحدى الجدّات العفيفات تعرِض بضاعتها في منطقة سكنية، فيأتي للشراء منها العديد من سكّان المنطقة ومن غيرها؛ لمساعدتها في العيش بكرامة، دون إهدار ماء وجهها.
-مجموعة من الشباب يُوزّعوا الماء في المساجد وعند الإشارات المرورية لمن يتأخّر عن رجوعه للبيت قبل الأذان، حتى لا يستعجلوا في السير أو قطع الإشارة الحمراء.

تاريخ النشر: 
2025.03.15 - 9:45 pm